يؤمن كل المدمنين على لعبة البوكر بقاعدة واحدة فقط هي الحظ في عالم لا يحتاج لذكاء أو خبرة ، بل كل ما يجب أن يتقنه لاعب البوكر هو الرهان والفرق الوحيد بين المحترف والهاوي هو الربح والخسارة بالإضافة لسرعة البديهة. لا يوجد في عالم لاعبي ومدمني لعبة البوكر سوى لونان الأبيض والأسود حيث تنعدم الألوان، ورغم أن هذا العالم مظلم إلا أنه أصبح يجتذب خلال السنوات الأخيرة فئات متنوعة وكثيرة داخل كازينوهات عالمية استثمر مالكوها كل أموالهم من أجل توسيع نشاطهم ، فازداد عدد الكازينوهات العالمية في معظم الدول العربية بهدف استقطاب اللاعبين والمدمنين لأن تزايد عدد المدمنين لا يتوقف وهذا العدد في تزايد مستمر يوما بعد يوم بل وأصبح بعضهم يحتل شهرة عالمية وانضم إليهم بعض الأثرياء خصوصا الذين يصعب التحكم في إدمانهم ، فأصبحت بذلك أعداد هذه الكازينوهات لا تتحمل استيعاب كل هذه الأعداد الكبيرة والهائلة من المدمنين ..
فبدأت فكرة انشاء كازينوهات منزلية كما يحدث في أوروبا وأمريكا أو ما يسمى الكازينوهات السرية فلجأ المستثمرون في هذا المجال إلى اقتناء فيلات راقية وشقق فخمة بمناطق لا تثير الشبهات لأنها تعمل خفية ودون رخصة وفي نفس الوقت تنافس بشكل كبير الكازينوهات المرخص لها ، والنتيجة تزايد أعداد المدمنين بتزايد أعداد الكازينوهات.
وبما أن أعداد المدمنين في تزايد فإن فئاتهم تختلف أيضا وتتراوح بين شخصيات من عالم الأعمال والسياسة والرياضة والفن أيضا ، وهذا النوع من المدمنين يفضلون إحاطة هوايتهم بنوع من السرية ويختارون غالبا الفضاءات السرية لممارسة هذه الهواية لأن المجتمع يرفض الإعتراف بمثل هذه الهوايات أولا لأنها حرام وثانيا لأنها تسيء لسمعة صاحبها وذلك لا يسمح للفائز بالتباهي بفوزه في هذه الألعاب بالإضافة إلى أن هناك شخصيات مرموقة ترفض الأضواء الكاشفة وتفضل اللعب في الأماكن السرية.
الآثار النفسية لإدمان البوكر
يعتبر الإدمان مشكلا خطيرا بغض النظر عن نوعه سواء إدمان السجائر أو المخدرات أو الإدمان الفعلي أي إدمان القيام ببعض الممارسات مثل ما يحدث مع مدمني القمار فالمخ يعمل بنفس الطريقة ونفس مناطق المخ تتأثر وتنشط أثناء القيام بهذا النشاط وفي حالة التوقف عن فعله فإن كل المدمنين يشعرون بنفس الأعراض مثل العصبية وتقلب المزاج وفقدان الشهية للأكل وعدم القدرة على الإستمتاع بمباهج الحياة
الآثار الإجتماعية لإدمان البوكر
تبدأ أولى الآثار الإجتماعية في الظهور من داخل الكازينوهات نفسها حيث يصرف الشخص المدمن كل ما يملك أملا في الفوز وإن حدث وفاز مرة فإنه يتحمس وترتفع نسبة الأدرينالين في دمه ويستمر في اللعب بدون توقف وبهوس كبير قد يجعله يقضي الليل بطوله هناك وقد تنقلب أوقات المتعة بين اللاعبين من استمتاع إلى مشاجرات بسبب الغش أو تعكر المزاج في حالة الخسارة وأيضا بسبب أجواء التدخين وشرب الخمر التي ترافق اللاعبين والتي تزيد من احتقان الأجواء.
أما داخل الأسرة فإن أسرة المدمن هي أول من يدفع ثمن هذا الإدمان بسبب ما تعانيه من إهمال وتقصير وسوء معاملة في حالة عدم قدرة المدمن على ممارسة هوايته أو في حالات الخسارة أضف لذلك تبذير أموال الأسرة فيما لا ينفع.