الرئيسية - نساء ورجال - صفات وغرائز - تحرر المرأة … دور المرأة فاق كثيرا التغيرات في دور الرجل
تحرر المرأة ... دور المرأة فاق كثيرا التغيرات في دور الرجل
تحرر المرأة ... دور المرأة فاق كثيرا التغيرات في دور الرجل

تحرر المرأة … دور المرأة فاق كثيرا التغيرات في دور الرجل

لقد تغير دور المرأة أكثر من الرجل في كل المجتمعات العالمية في العقود الثلاثة الماضية فعبر السنين تمت تغيرات بأدوار الرجل والمرأة ,لكن التغيرات في دور المرأة فاق كثيرا التغيرات في دور الرجل فيقول عالم النفس مايكل كوردا في كتابه “الشوفينية الذكورية” “من خلال 25 سنة فقط, غيرت المرأة الامريكية المجتمع بكامله”. فقد أصبح عمل المرأة خارج البيت اكثر مما كان علىه في السابق وشاركت في عدة اعمال كانت تعتبر بشكلها التقليدي الكلاسيكي أعمال ذكورية وتبعا لمكتب الاحصاء الامريكي العام وهو جهة معتمدة وموثوق فيها أن المرأة تمثل 20.6% من المهندسين المعماريين, و22.2% من المحامين, و38.7% من مدرسي الجامعات. وقد ازداد عدد الاعمال التي تملكها النساء في الولايات المتحدة الامريكية من 26.120 في العام 1982 الى 41.148 في العام 1987 أي تضاعف العدد في خمسة أعوام فقط والتزايد يستمر بشكل متضاعف فلنا أن نتخيل العدد في العام 2013 كم سيصبح.

بالاضافة الى ذلك هناك الكثير من النساء يعشن حياتهن بعيدا عن الرجال, فمثلا يختار العديد من النساء ان يعشن بمفردهن سواء مع أبنائهن او بمفردهم. هذا العامل يقل طبعا في مجتمعاتنا التي تختلف جذريا في هذه العادات وان كان هناك عدد أيضا من النساء في مجتمعاتنا أصبحن لديهن نفس النزعة والاتجاه. من نتائج البحث في مكتب احصاء الولايات المتحدة الامريكية أيضا أنه في العام 1987 هناك 2.6 مليون امرأة غير متزوجة تربي أولادا دون الحادية والعشرين من العمر دون أباء وتم نشر هذا في قسم الخدمات الصحية والانسانية لمكتب الاحصاء.

وقد بدأ الرجال أيضا يرون دورهم بشكل مختلف وخاصة بالنسبة لتربية الاطفال, فهناك حوالى 257 ألف أب يمكثون في البيت وهؤلاء يشكلون حوالى 2% من الاباء المتزوجين ولهم أولاد دون الثامنة عشر من العمر كما ورد في مركز العمل في الولايات المتحدة. وهذا أيضا يختلف بالضرورة في مجتمعنا العربي الذي ينحاز بشكل حاد ناحية ذكوريته فلا يسمح للرجل بالاكتفاء بتربية الاطفال في البيت وينظر الناس الى الرجل بشكل سئ اذا فعل ذلك ويرون ذلك انتقاصا من رجولته ونقيصة في أخلاقه.

تقول عالمة الاجتماع سوزان فالودي في احد كتبها المنشورة “لدى المرأة الامريكية طريق طويل قبل أن تصل الى ارض المساواة الموعودة” وتستشهد سوزان بعدة حقائق رصدتها ودونتها وهي:

  • 80% من النساء العاملات مازلن مرتبطات بأعمال نثوية تقليدية.
  • رصدت أن في سنوات حكم الرئيس الامريكي ريجان ارتفعت نسبة اتهامات التمييز الجنسي ضد الاناث 25% عما قبل بينما قفزت نسبة الشكوي من المضايقات الجنسية تقريبا الى 70%.
  • ازداد عدد حالات الاغتصاب الى أكثر من الضعف منذ بداية السبعينات, كما أن نصف النساء المتشددات هن لاجئات نتيجة العنف المنزلي.

 دور المرأة العربية  …

وبالطبع نلاحظ هنا أن هذه رؤية علماء النفس والاجتماع للنساء في المجتمع الامريكي وبالتحديد يستندون على أبحاث مرصودة ومعتمدة في منتصف السبعينيات من القرن العشرين ويتم متابعته بعد ذلك. بكل تأكيد اذا كان رؤية سوزان فالودي ان المرأة الامريكية امامها طريق طويل حتى تصل الى المساواة المأمولة فنحن امام نسائنا في بلادنا العربية مسافات فلكية حتى تصل للمساواة بكل صراحة. ومع ذلك يضئ في ذهني مشهد الامس لطوابير الالاف من نساء مصر في كل المحافظات وهن يقومن بواجبهن في التصويت بالاستفتاء الجاري على الدستور الجديد. وهذا يدل بوضوح على اهتمام كبير من نساء مصر على المشاركة وايجاد دور هام في المجتمع الذكوري وتغييره الا ان الواقع الحقيقي يعكس مسافات فلكية فعلا امام نسائنا في تحقيق ذاتهم.

 

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

عشرين − ثمانية عشر =