أنت ذكر بالميلاد وبهيئة الجسم وبشعرك الكثيف, وصوتك الخشن, وعضلاتك الابرز والاقوى, وعزمك الاعلي, وعضوك الذكري الذي تتفاخر بطوله وانت لا تفهم شيئا عن الجنس في سن المراهقة. اما الرجولة شئ اخر. انت ذكر في البطاقة الشخصية ولكن الرجولة في المواقف الصعبة والاختبارات الحياتية الكبيرة. الذكورة شئ فطري تولد به ولا يد لك في الامر من قريب او بعيد, اما الرجولة فهي صفات مكتسبة واصيلة تأتي بالتربية السليمة والتعليم الصحيح والمواقف التي تثقل التجربة وتقوم الفرد وتهذب من اخلاقياته وطباعه.
من الذكورة الى الرجولة
الرجل لا يخون
الرجولة تفرض على كل رجل اطار من الاخلاقيات الاصيلة والتي يحرص عليها مثلما يحرص على حياته نفسها. فالرجولة تفرض على الرجل ألا يخون بلاده والا يخون الحبيبة والا يخون الصديق مهما كانت المغريات التي تحركه للخيانة, فالوفاء عنده للقيمة يتعدى الوفاء للشخص او للكيان, فهو يفكر في الوفاء كقيمة عليا يحرص عليها اكثر مما يفكر في امرأته الحبيبة كيف يحرص عليها.
الرجل لا يتحرش
الرجل الحقيقي الذي يتصف بصفات الرجولة الاصيلة يكره ان يتحرش بامرأة ويري في ذلك الفعل فعل خسيس دنئ لا يليق الا بحيوان يعيش في المزابل. يري الرجل ان التحرش ضد ابسط الاخلاقيات التي يؤمن بها وهي ان دوره الاهم هو ان يهب المرأة الامان, وكلنا يعلم ان امنية البنت دائما في الزواج والحب ان تجد الامان مع من تحب. والرجال يفكرون دائما ان المرأة في كل بلد تبحث عن الامان في هذه البلدة ولذلك كانت الاصول في بلادنا قديما ان يحفظ الرجال امن وامان البلاد حتى بدون الحاجة الى شرطة وبوليس. كان الامن والامان اسلوب حياة وفرض عين على الرجال.
الرجل يتحمل المسئولية
الرجل المتصف بصفات الرجولة الاصيلة يتحمل المسئولية بلا كلل ولا ملل, ولا يتهرب منها مهما كانت الصعوبة في تحملها. يموت ولا يتهرب, يعاني ولا يشكو, هذه صفات يجب ان يتحلى بها الرجل اذا اراد ان يكون رجلا اما اذا اراد ان يكون ذكرا فالاستهتار هو العنوان وقلة القيمة هي المكان.
الرجل لا يكذب
الرجل يجب ان يكون صادق مع نفسه, عارف لقدراته وحدوده ومحافظا عليها مع الناس, ولا يكذب قط. الكذب معناه في اهون المعاني ان الانسان يتهرب خائفا من مواجهة شخص اخر, والرجل مفروض الا يهاب الحق ولا يهاب ان يقوله في اي وقت ويتحمل تبعاته, ولكن لا مانع من ان يكذب الرجل في ان يغازل امرأته حتى لو كان مشغولا بشئ اخر, حتى لا تحزن المرأة.