الرئيسية - الحب والزواج - التوافق الزوجي : عوامل التوافق بين الزوجين وتأثيره على الابناء
التوافق بين الزوجين
التوافق بين الزوجين

التوافق الزوجي : عوامل التوافق بين الزوجين وتأثيره على الابناء

الزواج هو العلاقة المشروعة بين الرجل والمراة، ويتم ضمن نظم يحددها الدين ومعايير يقرها المجتمع. وهو المنظم الشرعي لإشباع الغريزة الجنسية بين الزوجين .كما ان قيام كل من الزوجين بدوره الزواجي كما يتوقع يكون نموذجا طيبا يحتذي به الاولاد،ويؤثر تأثيرا حسنا عليهما في حاضرهم كأولاد يتوحدون مع الوالدين حين يتعلمون الدور الزواجي وكيفية المعاملة بين الاب والام وكذلك في مستقبلهم كأزواج حين يلعبون دورهم الزواجي فعليا.

ويرتبط الزواج ارتباطا وثيقا باشباع رغبة كل من الزوجين في الانجاب وممارسة دور الامومة والابوة ويختلف دور المعاملة للابناء من كل من الابوين فالدور مركب ويتضمن علاقات داخلية كثيرة فمثلا المرأة هناك دور في رعاية ابنائها وايضا كعلاقتها الزوجية من ناحية أخرى.

التوافق الزوجي :

هناك ثلاثة مفاهيم للتوافق الزوجي فالمفهوم العام يتضمن الاتفاق النسبي بين الزوجين على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة والمشاركة في اعمال وانشطة مشتركة وتبادل العواطف . أما النجاح الزوجي فانه يتضمن تحقيق اهداف الزواج مع الاستمرار فيه والاشباع العاطفي والجنسي. وأما السعادة الزوجية فهي استجابة عاطفية فردية لدي احد الزوجين نتيجة للتوافق الزواجي والنجاح في الزواج.

ويعتبر القدرة على التوافق الزوجي مطلبا اساسيا في الحياة الزوجية ويتراوح التوافق بين النجاح والفشل وبما ان هناك بين شخصية كل من الزوجين عادة بعض الاختلافات لذلك فلا نستطيع القول بان هناك توافقا كاملا وايضا لا زواج عديم التوافق تماما ولكن هناك توافقا نسبيا ولكي يتحقق هذا التناسب في الزواج يجب بذل الجهد في محاولة تفهم كل الزوجين للاخر ويسير التوافق هذا في اتجاهين ، إما إلى أحسن وإما إلى أسوأ مع مرور الاعوام وذلك حسب شخصية الزوجين ونمط حياتهما.

عوامل التوافق بين الزوجين :

  1. الاستعداد النفسي للزواج واللازم لتحمل مسئولياته وكذلك الاستعداد المادي من حيث تكاليفه ومطالبه.
  2. الزواج في السن المناسب حيث يكون الزوجين قد أكملا تعليمهما ، واستقرا في العمل.
  3. الاختيار الموفق للزوج.
  4. النضج الانفعالي واساسه الحب المتبادل.
  5. إشباع الحاجات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية للزوجين.
  6. التوافق الجنسي والرضا الجنسي المتبادل.
  7. الاحترام والتقدير والتفاهم المتبادل والثقة والتسامح والتضحية المتبادلة.
  8. النضج الاجتماعي ويتضمن فهم الذات وتقبلها والاستقلال الذاتي والنجاح في القيام بدور المسئولية تجاه كل منهما للاخر وكذلك للابناء.
  9. تكافؤ شخصيتي الزوجين وتكاملهما من حيث الصحة النفسية والجسمية.
  10.  نمو كل من شخصية الزوجين معا حيث يحدث النضج العقلي للزوجين وليس لشخصية منهما على حساب الاخر .

عوامل سوء التوافق بين الزوجين :

لاشك ان مسئولية سوء التوافق الزوجي غالبا ماتكون مناصفة بين الزوجين إلا انه في بعض الاحيان يكون أحد الزوجين مسئولا بدرجة أكثر من الاخر عن هذه العوامل .وقد أشار الكثير من الباحثين الى عوامل سوء التوافق بين الزوجين وهذه العوامل هي:

  1. الاختيار الخاطيء في الزواج منذ البداية وعدم التوافق في شريك الحياة نتيجة نقص معرفته بالاخر او نتيجة فارق كبير في السن.
  2. الخلفية الاسرية غير السعيدة والنموذج السيء للزواج لدي الوالدين.
  3. الاعتقاد السلبي نحو الزواج واعتباره شرا لابد منه وأنه مسئولية شاقة وتقييد للحريات.
  4. ضغط الأهل والأقارب والأصدقاء مع عدم رغبة الفرد نفسه في الزواج.
  5. روتينية الحياة الزوجية وفتور الحب بين الزوجين.
  6. سوء التوافق الجنسي.
  7. تراكم المشكلات الزوجية ، وعدم حلها أو تدخل الأهل الخاطئ.
  8. غيرة الرجل وشكه المستمر في سلوك زوجته.
  9. تعدد الزوجات حيث تكون الحياة الزوجية غير مستقرة.
  10. الزواج الغير ناضج وعدم القدرة على تحمل مسئوليات الزواج والابناء فيما بعد.
  11. الزواج المتسرع وقصر فترة الخطوبة قبل الزواج مما لا يتيح فرصة للطرفين للإحاطة بما يجب معرفته قبل إتمام الزواج.
  12. زواج الغرض مثل الحصول على مال او مركز او لغرض الانجاب فقط أي له أغراض أخرى غير غرض الزواج المعروف شرعا.

 التوافق بين الزوجينتأثير التوافق بين الزوجين على الأبناء:

الارتباط والتوافق بين الزوجين له اهمية خاصة في تنشئة الأطفال فاتفاق الوالدين وتعاونهما وحفاظهما على كيان الاسرة من أهم العوامل التي تؤثر في نوع المعاملة التي يتلقاها الابناء من امهاتهم وابائهم،كما أنها تخلق جوا هادئا مستقرا ينشأ فيه الطفل نشأة متزنة،وهذا الاتزان العائلي يترتب عليه غالبا إعطاء الطفل الثقة في نفسه وفي العالم الذي يتعامل معه فيما بعد.

أما إذا كان الجو الأسري يسوده التوتر والنزاع الدائم بين الأبوين فقد يؤدي إلى تنافس كل من الاب والام إلى كسب محبة اطفالهما،وهذا بالتالي يؤدي إلى قيام كل من الأم والأب بدورهما كاملا في تنشئة أطفالهما ،ومن ثم تنعكس حالة الوالدين على معاملتهما لأطفالهما فتكثر أخطاؤهما معهم ويعم على الاطفال الشقاء والتعاسة فإنه لا يمكن لوالدين تعيسين أن يسعدا أبنائهما.

أن عدم التوافق بين الزوجين والخلافات الحادة التي تنشأ بين الزوجين يعتبر بداية لكثير من المشكلات الإجتماعية والتربوية التي تعوق تنشئة الأبناء تنشئة طبيعية تحقق لهم الصحة النفسية السليمة وتجعلهم قادرين على القيام بدورهم في الحياة ، وكلما كانت الاسرة مستقرة من حيث اسلوب التعامل بين الابوين والابناء والاحترام المتبادل والتفاهم والمشاركة والتعاون في توزيع مسئوليات الزوجين ووفاء كل منهما بما يعهد إليه كلما ظهر ذلك على تنشئة ابنائهم تنشئة سليمة لا يشوبها شائبة.

لذلك يجب ان يتوافر في الاسرة الحب والامان والاطمئنان والتوجيه الذي يحدد إلى درجة كبيرة نمو شخصية الطفل وتفاعله مع المجتمع فيما بعد.

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

تسعة − خمسة =