الرئيسية - منوعات - أوهام وأساطير - حضارة المايا..أين ذهبت؟

حضارة المايا..أين ذهبت؟

بمناسبة قرب حلول الموعد الذي حدده علماء الفلك والتنجيم في حضارة المايا الغابرة, فقد حددوا يوم الحادي والعشرون من ديسمبر في العام 2012 أي بعد حوالي شهر ونصف من الأن وقالوا فيما ورثناه عنهم أنه اليوم الذي ستنتهي فيه الحياة علي الأرض, أو على الأقل سيكون يوما تاريخيا حيث تتعامد فيه الشمس مع مركز المجرة (مجرة درب التبانة) وبالتالي سيكون هذا ايذانا بنهاية دورة شمسية كاملة وبداية دورة أخرى. بعض علماء الفلك ذكروا أن في نهاية الدورة الشمسية السابقة عاشت الارض عصرا جليديا!! لا نعلم ماذا سيحدث ولكن هناك عشرات النظريات المناقضة لهذا الفكر ونقضوه. في مقالنا هذا سنتعرف عن قرب على أحد الابحاث التي درست كيفية اختفاء واندثار هذه الحضارة ليزيد علمنا عنها أكثر.

بدأت الفكرة بدراسة أثر تغيرات المناخ

في إطار بحث الآثار المحتملة لتغير المناخ على المجتمع المعاصر اقترحت إحدى الدراسات النظر إلى الوراء حين اندثرت حضارة المايا القديمة وانتهت معالمها بسبب المجاعة والحرب والانهيار مع تغير الطقس من طقس رطب طويل الأمد إلى جفاف وقحط. قام فريق دولي من الباحثين بتجميع سجلات الطقس التي ترصد 2000 عام من الطقس الرطب والجاف فيما يعرف الآن ببليز حيث كانت توجد مدن المايا من بدايات القرن الثالث الميلادي الي القرن العاشرالميلادي. ودرس الفريق بيانات محفوظة في الرسوبيات الكلسية وهي الرواسب المعدنية الهابطة المتخلفة من المياه المتساقطة من أسقف الكهف وآثار المايا القديمة ونشروا دراستهم في دورية العلوم منذ أيام, وتقدموا لنشر البحث في دورية الساينس العالمية.

كان الطقس متطرفا!

نمط ارتفاع درجة حرارة الأرض السائد حاليا نتيجة أنشطة الإنسان ومنها الانبعاثات الغازية التي تسبب ما يعرف باسم ظاهرة البيوت الزجاجية أو الاحتباس الحراري رغم خطورته الشديدة والتي استدعت عدة جلسات للجمعية العامة للامم المتحدة, ومنظمات دولية كثيرة مهتمة بمناخ الارض, وبدأت فعلا خطوات واتخذت قرارات لعلاج المشكلة. أما في زمن حضارة المايا أكد البحث على أن التغير الذي حدث في مناخ أمريكا الوسطى خلال انهيار هذه الحضارة هو نتاج نمط طقسي طبيعي ولكنه شديد التقلب بشكل متطرف جدا.

حضارة المايا … متقلبة

[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/1/15/Palenque_Ruins.jpg” width=”200″ height=”100″ title=”حضارة المايا” lightbox=”yes” align=”right” float=”right”]

وقال دوجلاس كينيت أستاذ علم الإنسان بجامعة Ben الذي قاد الدراسة إن هذا النمط الطقسي المتقلب تسبب في مجيء رطوبة شديدة نمت فيها حضارة المايا وتسبب في فترات من الطقس الجاف وجفاف لفترات طويلة امتدت إلى قرون. وذكر كينيت أن الفترة الرطبة تعني توسعا في الزراعة وزيادة سكانية مع نمو مظاهر حضارية. كما عززت سلطة الملوك في تلك المراكز الذين نسبوا لأنفسهم الفضل في هطول تلك الأمطار التي أتت بالرخاء وكانوا يشرفون على احتفالات عامة للتضحية بالدماء حتى يبقى الطقس مواتيا للزراعة. وهنا يبرز مدى تسلط الحكام كما هو المعتاد في كل وقت وأوان.

[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/a/a6/CopanNSouthCatherwood.jpg” width=”200″ height=”100″ title=”حضارة المايا” lightbox=”yes” align=”left” float=”left”]

ويقول كينيت انه حين تبدلت هذه الفترة المطيرة وحل محلها طقس جاف عام 660 ميلادية تقريبا بدأت سلطة الملوك ونفوذهم تنهار وتزامن ذلك مع زيادة في الحروب على الموارد الشحيحة. وجاء انهيار ملوك المايا نحو عام 900م حين أدي استمرار الجفاف لفترات طويلة اقتربت من قرنين ونصف من الزمان تقريبا للحد من سلطتهم وضبطهم لأمور الحكم والمحكومين. لكن سكان المايا ظلوا لقرن آخر من الزمان تقريبا حين أجبر جفاف شديد دام من عام 1000 إلى عام1100ميلادية المايا إلى النزوح من مراكزهم السكانية الكبرى وانتهت بكل أسف حضارة عظيمة برع أهلها في علوم الفلك والرياضيات.

أين كانت تعيش شعوب المايا؟

[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/55/Maya_Presentation_of_Captives_detail_2_Kimbell.jpg/640px-Maya_Presentation_of_Captives_detail_2_Kimbell.jpg” width=”200″ height=”100″ title=”حضارة المايا” lightbox=”yes” align=”right” float=”right”]

قامت حضارة المايا في شمال جواتيمالا وأجزاء من المكسيك حيث الغابات الاستوائية وهندوراس والسلفادور، وهذه المناطق هي موطن شعب هنود المايا، وتقول بعض النظريات أن وصول الأسبان والأوروبيين إلى الأمريكيتين كان سببا في تدمير هذه الحضارة حيث نعرف من التاريخ أن الاسبان والبرتغاليين احتلوا كل بلاد أمريكا الجنوبية والوسطي لسنوات طويلة وصبغوا هذه البلاد بصبغتهم وأسلوب حياتهم ولغتهم . بدأ الأسبان السيطرة على أراضي المايا في حدود 1520 م وقاومت بعض المناطق بشكل مستميت، وآخر ممالك المايا، مملكة إتزا، التي لم تخضع للأسبان إلا في عام 1697 م.

 

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

تسعة عشر − 10 =