الرئيسية - منوعات - أخبار وسياسة - الأزمة السورية و مآلها … بداية الأزمة في سوريا ، أحداثها، ونهايتها
الأزمة السورية و مآلها ... بداية الأزمة في سوريا ، أحداثها، ونهايتها
الأزمة السورية و مآلها ... بداية الأزمة في سوريا ، أحداثها، ونهايتها

الأزمة السورية و مآلها … بداية الأزمة في سوريا ، أحداثها، ونهايتها

بداية الأزمة السورية …

كانت البداية بمدينة درعا المتاخمة للحدود الأردنية بجنوب سوريا تحديدا أين قام متمدرسون قصر أطفال بالكتابة على جدران مدرستهم شعارات تندد بالواقع الاجتماعي المتدني وأحادية السلطة في سوريا اضافة الى الفساد المالي والسياسي الذي يعصف وينخر سوريا حكومة تلو الأخرى, وبعد تحقيق معمق توصلت قوات أمن سورية استخباراتية الى هوية الأطفال أصحاب الكتابات وتم اقتيادهم الى وجهة مجهولة الى يومنا هذا, وعلى اثرها قامت مجموعة من أولياء الأطفال اضافة الى أعيان ومشايخ مدينة درعا مرفقين بشباب أخرين قاموا بالتوجه الى أحد المخافر الأمنية لأجل الاستعلام عن مصير الأطفال المعتقلين وكرد استفزازي من قبل بعض ضباط الأمن تم اهانة أولياء الأطفال المعتقلين وهنا بدأت تتعالى الدعوات الى تنظيم مسيرات احتجاجية عارمة في كل مدن ومحافظات سوريا, وتحولت المظاهرات الى ثورة في غضون أيام مع سقوط بعض الشهداء ثم لتصير أقرب الى الأزمة أو الحرب الأهلية التي تمزق حاليا ربوع سوريا.

التركيبة السياسية في سوريا

وحتى نفهم بشكل أكثر وتكتمل الصورة للقارئ لا بد لنا من قراءة تعمقيه في طبيعة التركيبة السياسية بسوريا. يحكم حاليا سوريا بشار الأسد الذي توارث الحكم من أبيه حافظ الأسد, نظام الحكم في سوريا ذو طبيعة رئاسية جمهورية اضافة الى سلطة تنفيذية متمثلة في مجلس الوزراء وكذلك سلطة تشريعية تتجلى في مجلس الشعب الذي يمثل غالبيته الساحقة حزب البعث الاشتراكي لكن الواقع في سوريا يعكس تداخلا واضحا في ترتيب وتأطير الصلاحيات والفصل بين السلطات اذ تعد سوريا من البلدان أحادية الحكم. قبل هذا كانت سوريا تعرف بشكل من التعدد الديمقراطي في الحكم في سنة 1932 أين أعلن النظام الجمهوري بعيدها عايشت سوريا استقلالها عن الاحتلال الفرنسي, لكن لم تستقر سوريا عند هذا الواقع بل عرفت سلسلة من الانقلابات العسكرية في أربعينيات القرن الماضي واستمرت لتنتهي بصعود نجم حزب البعث الاشتراكي بقيادة ثلة من الضباط و استمرت الانقلابات و الأزمات داخل الحزب نفسه لتنتهي بانقلاب أخر سيطر على اثره الطيار السوري حافظ الأسد على الحكم في سوريا هنا عرفت البلاد نوعا جديدا من الحكم معتمدا على القبضة الأمنية الحديدية على الطريقة السترلينية مما أجج أزمات حادة داخل سوريا بالرغم من الصورة الخارجية المزينة التي طالما قدمت للبلاد, عام 2000 توفي حافظ الأسد وهو أطول حاكم لسوريا ليخلفه بشار الأسد أصغر أبناءه بموافقة برلمانية واستفتاء شعبي هنا خلق أمل لدى الشعب أمل في سوريا جديدة أكثر انفتاح وتعددا من حيث البنية السياسية وهذا ما كان بالفعل وبشكل محدود جدا بداية الألفية الجديدة لكن سرعان ما تدارك الرئيس السوري الجديد ضرورة العودة الى تطبيق نفس نظام الحكم السالف.

أحداث سوريا بالتسلسل الزمني

مارس 2011 انطلاق أول شرارة للانتفاضة بسوريا بعد اعتقال 16 طفلا بعد كتابتهم الجدرانية المعارضة لنظام الحكم في البلاد, أبريل2011 المظاهرات والاحتجاجات تعم مدنا عدة بسوريا وتسجيل سقوط جرحى ووفيات من صفوف المتظاهرين جراء التعامل القمعي من قبل أجهزة الأمن وايذاع أول خطاب لبشار الأسد الذي لم يحمل في طياته أي قرارات ارتجالية, ماي 2011 تحول المظاهرات الدامية بسوريا الى مجرى أكثر دموية مع تدخل الجيش المباشر وقيام وحداته باقتحام مدن وقصف شوارع وبيوت على رؤوس ساكنيها في خطوة أدهشت العالم بأسره, أب 2011 أول البعثات الدولية تصل لسوريا لتقييم الوضع تزامنا مع هذا أعلنت عدة دول عربية عن قطع علاقاتها الرسمية مع النظام في سوريا, ديسمبر 2011 استمرار توافد البعثات الدولية للمراقبين على سوريا وتقديم أولى الحصيلات لعدد الضحايا بسوريا وأرقام مرعبة, مطلع 2012 بعثات عربية لمراقبين دوليين واستمرار ورود الحصيلات حول عدد الضحايا بسوريا وتقارير عن أعمال قمعية من قبل النظام السوري…وفي وقت لاحق من نفس السنة برز جناح المعارضة المسلح تحت مسمى الجيش الحر وبدأ في توجيه ضربات استراتيجية للجيش النظامي, مع انتهاء صيف 2012 امتدت الأزمة من سوريا الى لبنان في شكل اشتباكات مسلحة محدودة سرعان ما خمدت, مع اقتراب نهاية 2012 توافد المزيد من اللاجئين السوريين الى حدود البلاد المجاورة لسوريا و تقارير عن أوضاع كارثية داخل مخيمات اللاجئين.

تعقد الأزمة في سوريا حال دون انتهائها

وعن سبب طول أمد الأزمة في سوريا وتغير مجرى الثورة والاحتجاجات الى حرب أهلية قد تجيب هذه الأسباب الملخصة عن مختلف التساؤلات, آن طبيعة نظام الحكم في سوريا سمحت بظهور نوع من التمييز الطائفي بين الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلة الأسد وباقي الطوائف الأخرى السنية والمسيحية والكردية, تقاطع مصالح بعض الدول الفاعلة في الأزمة بسوريا مع مخرج الأزمة اذ تجد غالبية الدول سواء تلك الداعمة للنظام أو الثورة في سوريا تجد أن استمرار مصالحها منوط باستمرار الأزمة بسوريا, فوضى التسليح في سوريا, استخدام النظام السوري للقمع و العنف الذي يقابله العنف المضاد و التصعيد العسكري المتبادل بين الطرفين, اعتماد النظام في سوريا على قوات شبه عسكرية ضمنها وحدات مستقدمه من خارج سوريا من ما زاد الطين بلة, ضعف دور منظم الأمم المتحدة في وضع بوادر حل الأزمة السورية, فشل جامعة الأمم العربية في كبح العنف وحقن الدماء في سوريا, توازي القوى بين الطرفين من الجانب السياسي والعسكري اذ أسهم انشقاق الالاف من أفراد الجيش النظامي وانضمامهم للمعارضة أسهم في زيادة الثقل الاستراتيجي للجيش السوري الحر.

نهاية الأزمة في سوريا

لعل نهاية الأزمة في سوريا تكون بإطاحة النظام القائم بالبلاد وسيطرة الجيش السوري الحر على مختلف أنحاء سوريا وعودة الأمن والاستقرار والحياة الى سابق عهدها في مناخ ديمقراطي يفسح المجال لجل الأطياف والأقليات المشاركة في بناء نظام تعددي يتيح فضاءات أوسع لممارسة الحريات, هذه هي النهاية المثالية التي يتمناها كل متتبع للأزمة في سوريا, إلا أن الواقع يحاكي العكس اذ أن الأزمة في سوريا قد تجاوزت مرحلة لم يسبق لنا أن شهدناها هذا ما يجعل التكهن بنهاية الأزمة في سوريا أمرا ليس بالسهل اذ تؤكد المؤشرات بأن النظام قادر على الصمود أكثر بشهور بالرغم من التعبئة الشعبية والعسكرية للمعارضة, ونتيجة لبعض الانزلاقات الطائفية في سوريا قد تكون سنوات من الزمن غير كافية لجبر الصدع العميق داخل المجتمع السوري نفسه. حاليا لا نهاية لنفق الأزمة السوري المظلم لكن من المؤكد أنها وكغيرها من الأزمات ستؤول الى النهاية عاجلا أم آجلا.

 

عن مخلص الحضري

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

20 + واحد =