الرئيسية - منوعات - أراء حرة - الاعاقة هي ضعف الارادة فقط : الكمبيوتر ومتحدي الاعاقة
الكمبيوتر ومتحدي الاعاقة
الكمبيوتر ومتحدي الاعاقة

الاعاقة هي ضعف الارادة فقط : الكمبيوتر ومتحدي الاعاقة

كنت أطالع منذ أيام احدي الجرائد الىومية المصرية واذا بخبر فيه معلومة كنت لا أتوقعها وهي أن عدد المعاقين جسديا ونفسيا بمصر يمثل عشر عدد السكان رسميا . بمعني أن عدد المعاقين واصحاب الاحتياجات الخاصة بمصر حوالى 8-9 مليون شخص وهذا عدد كبير جدا. يؤثر هذا العدد بشكل مهول على الكفاءة الانتاجية وعلى كثير من الامور بالدولة وخاصة لدولة حالها مثل حال مصر. بلد هي الاكبر في منطقتها وأكثر الدول في عدد السكان بالمنطقة ولها موقع هام في الشرق الاوسط.

ولكن مبادئ الادارة الحديثة والعلم الحديث تشير الى أن هؤلاء المعاقين ثروة وكنز استراتيجي كبير يمكن أن يحول الدفة الى نهضة عظيمة اذا أحسنت الدولة استغلال امكانياتهم وتنمية قدراتهم واستغلال نبوغهم العلمي والمهاري فيما يخدمهم ويحسن أوضاعهم وفي نفس الوقت يضيف الكثير لصالح المجتمع. وهذا هو حال أي مجتمع به نسبة كبيرة أو صغيرة من المعاقين. تخيلت وقتها كيف استطاعت الىابان بعد تدمير مدينتين بالكامل بعد تعرضهم للقنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية أن تنهض وتستغل كل طاقات شعبها الحزين والذي كان يعاني ألاف منهم من اصابات وعاهات جسدية وصدمات نفسية لما أصابهم ومما فقدوه في الحرب وذلك بارادة فولاذية.

 الاضافات الالكترونية لمتحدي الاعاقة

تعمل شركات الكمبيوتر العالمية وخاصة في البلاد المتقدمة التي تعرض أهلها لكوارث طبيعية وبشرية من قبل وهنا يبرز الاسم الاكبر في هذا الشأن “الىابان” .قامت الىابان باستخدام تكنولوجيا الكمبيوتر في اختراع كثير من الاجهزة التعويضية للمعاقين تمثل بديلا معقولا لمن فقد القدرة الحركية. واخترعوا أيضا اجهزة كمبيوتر تسهل عملية القراءة وجعلها اجهزة قارئة وناطقة حتي تساعد كفيفي البصر أيضا على القراءة بسهولة ويسر. يكفي كفيف البصر عرض أحد الصفحات المكتوبة بطريقة برايل على جهازه الالكتروني ليقوم الجهاز بقرائتها بشكل سهل.

هذه الاضافات الالكترونية سهلت كثيرا لمتحدي الاعاقة من الاندماج أكثر في مجتمعهم وسهلت علىهم السبيل لتحدي اعاقتهم والخروج من مرحلة تحمل الاعاقة وتحديها الى العبور منها الى تحقيق الذات والنجاح والتعامل بشكل طبيعي في المجتمع. تخيلوا الفارق اذا أتاحت التكنولوجيا طرقا سهلة للتعلىم والقراءة والكتابة والتواصل مع الاخرين لمتحدي الاعاقة , من المؤكد أنها ستحدث الفارق للافضل وبالتأكيد ستنجح الشركات المنتجة لهذه البرمجيات والاجهزة في انتاج أفضل واكثر تطورا خلال السنوات القليلة القادمة لتقدم أملا جديدا لمتحدي الاعاقة تسهل لهم حياتهم بشكل أفضل, وتيسر لهم السبل لاقتحام مجالات جديدة في حياتهم ليخرجوا من عزلتهم بشكل أسهل.

الاعاقة هي ضعف الارادة فقط 

تقوم كثير من البلاد المتقدمة بتدعيم متحدي الاعاقة بمشاريع لتنمية مهاراتهم بعد التخرج من الجامعة لتمهد لهم الطريق للحياة العملية المناسبة. تختار لهم بعض المجالات التي يسهل علىهم الاندماج والابداع فيها مثل الاعمال المكتبية, والتصميم والديكور, واعمال الكمبيوتر والبحث العلمي, واعمال تصميم الازياء, والاعمال الادبية والفنية. وكان العظيم أن يبرع متحدي الاعاقة حتي في المسابقات العالمية الرياضية ويحققون انجازات تضاهي انجازات الاصحاء بل وتفوقهم أحيانا. ولذلك تقام كل أربع سنوات بعد انتهاء مسابقات الاولمبياد العالمية أولمبياد خاصة بالمعاقين لتعطيهم الفرصة عالميا وامام الكاميرات والاضواء لاثبات نجاحاتهم للعالم كله وليحققوا الحقيقة التي لا تغيب عنها الشمس “أن الاعاقة هي ضعف الارادة فقط”.

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

9 − 1 =