الرئيسية - منوعات - الدول الجاذبة للمهاجرين :ما يميز الهجرة الى استراليا وكندا ؟
الهجرة الى استراليا وكندا
الهجرة الى استراليا وكندا

الدول الجاذبة للمهاجرين :ما يميز الهجرة الى استراليا وكندا ؟

مثلما هناك دول تسعى بقدر المستطاع لتكون جاذبة للاستثمارات الخارجية لدفع عجلة الاقتصاد القومي لها للامام وتحسين وتطوير سوق العمل الداخلي وزيادة فرص العمل, وتحسين الدخل العام للافراد وللبلاد. هناك دول اخرى تسعي بجدية لاجتذاب اكبر عدد من المهاجرين كل عام لتدوير عجلة الاقتصاد وتطوير البلاد ودفعها دائما لتكون بين الدول الكبرى على المستوى العالمي. من الامثلة على هذه الدول الجاذبة والمشجعة للمهاجرين كندا واستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلاندا وتأتي بعدهم بمراحل الدول الاوروبية الاسكندنافية مثل السويد والنرويج ثم في نهاية القائمة دول اوروبا الغربية مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا.

كيف تغيرت حركة الهجرات

تغيرت حركة الهجرات الدولية في العشرون عاما الاخيرة , فبعد ان كانت اوروبا فاتحة ابوابها لتجتذب العمالة الماهرة والدارسين وحملة الشهادات العليا والمهنيين للهجرة اليها نظرا لاحتياجها الشديد لعمالة وافراد مهرة متعلمين بشكل جيد لادارة عجلة الاقتصاد. تشبعت هذه الدول على ما يبدو بأعداد ضخمة من المهاجرين خاصة من شمال افريقيا وشرق اوروبا ثم من الهجرة المكثفة التي اتت وفود متلاحقة من الصين والهند. وامتلاءت جامعات اوروبا الشهيرة بأعداد مهولة من الدارسين الذين ينتمون لبلاد اخرى غير البلد الام التي استقبلتهم واصبح تعداد الطلاب من مواطني الدولة الاوروبية لا يشكلون من عدد الطلاب اكثر من 40% فقط في كل الصفوف الدراسية. كان هذا بالاضافة الي كثافة اعداد المواليد الجدد لاجيال المهاجرين الاوائل وبالاضافة الي تكرار ظاهرة الهجرات غير الشرعية والتي عانت منها بالاخص ايطاليا واليونان وفرنسا واسبانيا. كل هذا جعل اوروبا توصد ابوابها بشكل شبه نهائي على المهاجرين وبدأت في وضع تشريعات جديدة تحد من عمليات الهجرة في المستقبل القريب, والاكتفاء بتنظيم اوضاع المهاجرين الحاصلين على الاقامة فعليا منذ سنوات, والاكتفاء باستقبال الطلاب والدارسين فقط من الحاصلين على المنح او من اصحاب المستوى المتميز بشرط قبول الجامعة الاوروبية لهم.

تغير سياسات امريكا في الهجرة

وفي الوقت الذي توصد اوروبا ابوابها كانت الولايات المتحدة بدأت في تشديد الرقابة اكثر وتضييق عملية الاختيار ليصبح بشكل اكثر تنظيما للهجرة اليها خصوصا بعد تعرضها لاعمال ارهابية قام بها اناس حصلوا على الجرين كارد وبعضهم كان حاصلا علي الجنسية الامريكية بالفعل. لذا دققت الولايات المتحدة اكثر في عملية اختيار المهاجرين الجدد وقلل هذا من اعداد المهاجرين اليها في السنوات الاخيرة عن الفترات السابقة والتي كانت تستقبل الولايات المتحدة فيها اكثر من نصف مليون مهاجر جديد من كل انحاء العالم ماعدا الدول التي تضعها السلطات الامريكية في قائمة الارهاب الدولي وقائمة الدول المعادية للولايات المتحدة. وتدهور الاقتصاد العالمي بعد الازمة المالية في 2009 و2010 كان في صالح الداعمين لجهود وضع ضوابط اكثر وتشديد اكثر علي عملية الهجرة الي الولايات المتحدة والذين ينتمي اغلبهم الي الحزب الجمهوري المحافظ. وبالرغم من جهود الديموقراطيين الذين تولوا السلطة من خلال اوباما لفترة رئاسة ثانية ستنتهي في 2016 الا ان سيطرة الجمهوريون علي الكونجرس ستحول دون تعديل وتخفيف اجراءات الهجرة في المستقبل القريب علي ما اعتقد.

الدول الجاذبة للمهاجرين : الهجرة الى استراليا وكندا

وتبقي الدول المرحبة بالمهاجرين حتي الان وعلى رأسها كندا واستراليا ونيوزيلاندا. تشترك هذه الدول الكبرى في كثير من الامور منها انها دول مهاجرين من الاساس, اي انها ارض جديدة لم يكن فيها شعوب اصلية تعبش فيها قبل ان يطأها المكتشفون الاوائل. والاقتصاد في هذه الدول معتمد بشكل اساسي في دورته وتطوره على العمالة الماهرة التي تأتي من خلال المهاجرين القادمين من كل انحاء العالم. تشترك هذه الدول في انها تراعي مساواة الفرص بين جميع بلاد العالم في اتاحة الفرصة لمواطني كل دولة بالتقدم للهجرة اليها الا اذا كانوا منتمين لدولة لا تراعي مواثيق الامم المتحدة ومنعزلة عن المجتمع الدولي تماما وتشجع على الارهاب الدولي والتطرف الديني او تمارس التطهير العرقي. وتتشابه كثيرا هذه الدول في الشروط التي تطلبها من كل شخص يريد ان يهاجر اليها من شروط اللغة الي معادلة الشهادة الدراسية  الهجرة الى استرالياالحاصلين عليها من بلدهم الاصلي, وطريقة التقدم واختبارات التقدم وغيرها من امور. الاختلاف يمكن ان يكون في تفاصيل صغيرة في الاجراءات فكندا مثلا حتى الان لا تشترط اجراء معادلة للشهادة الا بعد الحصول على الترشيح والقبول فعلا والسفر الى هناك ثم البدء في اجراء المعادلة المطلوبة قبل الحصول على فرصة العمل المناسبة. اما استراليا فتشترط على المتقدم للهجرة على عمل المعادلة وهو في وطنه الاصلي وقبل ان يسافر الى استراليا وهو شرط صعب في الحقيقة ولكن هو يضمن لهم جدية الشخص المتقدم واستعداده للعمل بجدية في خدمة الاقتصاد الاسترالي والدولة هناك.

استراليا

استراليا تشدد بعض الشروط منها ضرورة تحقيق الشخص لنتيجة مرتفعة في امتحان قياس القدرات اللغوية في اللغة الانجليزية وهو امتحان الايلتس الذي تشرف عليه وكالة اي دي بي البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني ويجري مرة كل شهر في كل انحاء العالم في يوم واحد, وهو امتحان يقيس المهارات الاساسية الاربعة السمع والفهم والتحدث والكتابة للغة الانجليزية. تظهر نتيجته بعد اسبوعين من اداء الشخص للامتحان على الموقع الرسمي للامتحان علي شبكة الانترنت ودرجة الشخص تدل على مستواه في اللغة بشكل دقيق. استراليا تشترط لكل شخص يريد الهجرة اليها ان يحصل علي درجة 7 كمتوسط عام, و7 في كل مهارة من المهارات الاساسية الاربعة وهي درجة عالية فعلا تحتاج لاتقان اللغة الانجليزية بشكل ممتاز وتدريب مستمر على طريقة واسلوب الامتحان.

كندا

كندا فيها اكثر من نظام للهجرة. كندا فيها مقاطعات , كل مقاطعة لها حكومة تدير امورها على الاستراتيجية القومية ولكن بشكل غير مركزي ولذلك فكل مقاطعة منهم تستطيع ان تفعل نظام هجرة خاص بها مثل مقاطعة مانيتوبا فقد فعلت نظام اسمه الاستكشاف وهو عبارة عن نظام هجرة مباشر الي المقاطعة وذلك بشرط السفر الي هناك كسائح اولا ويقوم الشخص بالبحث عن عمل في وقت محدد واذا وجد يعود الي

الهجرة الى كندا

بلده الاصلي ويبدأ في اجراءات للحصول على الفيزا وهناك يباشر اجراءات اخرى للحصول على الاقامة والعمل بشكل دائم. وهناك مقاطعة كيبيك وهي نظام خاص تماما اهلها يتحدثون بالاضافة الى الانجليزية اللغة الفرنسية. كيبيك تقع في جنوب شرق كندا وكان اكتشفها وسكنها في البداية عدد من المكتشفين الفرنسيين ولذلك فأهلها معتزين جدا باللغة الفرنسية التي يتحدثون بها منذ 4 قرون, ومازالت تربطهم علاقات خاصة مع فرنسا, ولهم تقاليد خاصة تختلف نوعا ما عن تقاليد باقي مقاطعات كندا الانجليزية. اشهر المدن في مقاطعة كيبيك مونتريال وكيبيك. لهذه المقاطعة نظام هجرة مختلف وخاص تقوم بالاشراف عليه وكالة الهجرة في مونتريال ومن ضمن شروطها المميزة هو عقد مقابلة شخصية للمتقدمين وهي من شروط القبول النهائية بعد دراسة ملفات المتقدمين. وتشترط كيبيك على كل طالب للهجرة اليها ان يتقن اللغة الفرنسية بشكل معقول او متوسط كحد ادنى, وان يثبت احترامه للقيم والاعراف في كيبيك, وان يقدم خطة مبدئية للحياة هناك اذا تم الموافقة على قبوله كمهاجر جديد. ويكون صاحب مهارة مهنية او حاصل على مؤهل عالي مطلوب.

والنظام الثالث في الهجرة لكندا هو الاكبر والاشمل هو النظام الفيدرالي. هو نظام مفتوح اصبح له نوع من الضوابط حيث تعلن الوزارة في كندا لقائمة من الوظائف المطلوبة للمقاطعات في كندا, والمؤهلات المطلوبة لشغل هذه الاماكن, وتشترط الحصول على درجة متوسطة في امتحان قياس القدرات اللغوية الايلتس, واثبات الخبرة العملية بشهادات رسمية. النظام الفيدرالي اصبح شبيه بنظام كيبيك لكن يبقي الفارق ان الفيدرالي لا يطلب عقد مقابلة شخصية, ويأخذ وقت اطول نسبيا في اجراءاته.

دوافع المهاجرين

وعندما نتحدث في الدوافع والاهداف التي تجمع بين الافراد الذين يتقدمون للهجرة الي هذه البلاد الجاذبة والمرحبة بالمهاجرين الجدد نجد انها تتنوع بشكل كبير. وطبيعي ان يكون لكل شخص اهدافه المستقلة التي تختلف بالضرورة عن اشخاص اخرون , وتتقارب الاهداف والاسباب والدوافع الي حد ما بين المتقدمين من بلد معين حيث تتشابه الي حد كبير ظروفهم المعيشية التي عاشوا فيها طوال فترات الطفولة والشباب في بلدهم الاصل,. كما تتشابه الدوافع الي حد كبير بين المتقدمين للهجرة من بلاد تجمعها ثقافة واحدة مثل المنطقة العربية او تجمعها ظروف اقتصادية متشابهة مثل مهاجري افريقيا وامريكا اللاتينية وشرق اوروبا يجمعهم ارتفاع مستوى الفقر وضعف مستويات التعليم, وهكذا.

ماذا تقدم الدول المستقبلة للمهاجرين الجدد

الاسباب التي تدفع اغلب المتقدمين للهجرة الى هذه الدول بالذات هي نفسها المزايا التي تقدمها هذه الدول للمهاجرين الجدد. هذه الدول تقدر المهاجر اليها فهو شخص ترك عمرا قد يتجاوز نصف عمره في بلاده الاصلية وجاء الي البلد الجديد بما تعلم وكافح ومستعد تمام الاستعداد لخدمة اقتصاد وتقدم البلد الجديد. فتقوم هذه الدول بتقديم مميزات كبيرة للمهاجرين اليها حيث توفر لهم تعليم على اعلى مستوى لهم ولابنائهم, كما تقدم لهم قروض ومنح مالية تسدد على اقساط طويلة الامد كمساعدة لهم للبدء في حياة جديدة بمستوى جيد, وتقدم لهم مستوى امان عالي جدا, وخدمات حكومية مميزة وحرية لم يجدوها في بلادهم , وتقدم دعم مالي لا يرد لابنائهم ليتعلموا بشكل افضل ويتحسن مستواهم المعيشي. كما تقدم هذه الدول الحد الادنى من المعيشة الجيدة لكل مواطن ولا تفرق بين المواطن صاحب الجنسية والمواطن المقيم والمهاجر الجديد. وتوفر للمهاجرين الجدد فرص عمل مميزة بدخل عالي بالمقارنة بما كان يحصل عليه في بلده الام.

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

خمسة عشر − 15 =