تابعنا بالأمس القفزة الرائعة للمغامر النمساوي “فيلكس بومجارتنز” من ارتفاع 40 كيلومتر تقريبا (127 ألف قدم) من كبسولة مجهزة بعوامل الضغط والهواء المناسب وكانت معلقة في طبقة الأستروسفير وهي طبقة علىا من طبقات الغلاف الجوي. تجربة رائدة تم تحطيم ثلاثة أرقام قياسية فيها ومنها الارتفاع الخرافي, والسقوط الحر الرائع, وكسر حاجز الصوت. سيتفرغ العرب لانتاج أكبر عدد من النكات والتعلىقات الفكاهية على شبكات التواصل الاجتماعي من فيس بوك و تويتر و جوجل. رأيت أن الأفضل هو تقديم معلومات بسيطة وواضحة عن معنى من المفاهيم التي ذكرت أمس في أثناء القفزة الرائعة وسنتحدث عن ” حاجز الصوت “.
سرعة الصوت
درسنا في فترة الدراسة قبل الجامعية في مادة الفيزياء أو الطبيعة أن الصوت عبارة عن موجات متضاغطة ومتخلخلة وينتقل عبر الهواء ولا ينتقل في الفضاء. وعلمنا أن سرعة الصوت تختلف نسبيا حسب درجة الحرارة والرطوبة في الجو الوسيط الذي ينتقل فيه. ودرجة سرعة الصوت في المتوسط تكون 350 متر في الثانية ولذلك نحسبها بالمعامل (3 ثواني يقطع فيها الصوت مسافة كيلومتر واحد). أي جسم مادي تصل سرعته قرب سرعة الصوت تتضاغط موجات الهواء أمامه وتشكل باصطدامها به شكل مخروطي من الأمام للخلف. أما اذا اخترق الجسم حد سرعة الصوت فيحدث ما نسميه اختراق حاجز الصوت . عندما تخترق طائرة بسرعتها حاجز الصوت يتضاغط الهواء الذي أمامها ويسمع على سطح الأرض صوتا قويا وكأنه انفجار قوي حدث بالسماء أشبه بدوي قنبلة أو ذخيرة من الذخيرة الحية. قد يتسبب الانفجار الناتج عن كسر حاجز الصوت في تلف بعض المباني وكسر في الزجاج على سطح الارض.
اعجاز قفزة فيلكس
الاعجاز في القفزة المدهشة للرائع فيلكس ليست في الارتفاع فقط كما يظن الكثيرين فقد قفز من ارتفاع 40 كيلومتر تقريبا ولكن المدهش أكثر والمعجز أكثر أنه حقق تأكيد جديد لنظرية نيوتن في السقوط الحر بالاضافة الي انه كسر بجسمه وسرعة سقوطه حاجز الصوت حيث تعدى سرعة الصوت أثناء سقوطه بعد دقيقتين من القفز تقريبا وهو رقم قياسي حطمه ليضع اسمه في قائمة الشرف بموسوعة جينيس للأرقام القياسية. فكروا في أن تشجعوا أبنائكم على الحلم والسعي للتميز والتفوق حتى يصبح لدينا في المستقبل أمثال هذا المغامر الفذ.
سرعة الضوء
ألا يدفعنا وصول الانسان لأن يكسر بجسمه حاجز سرعة الصوت أن نفكر في ما اذا استطاعت البشرية يوما ما في المستقبل أن تكسر حاجز سرعة الضوء وهي بالطبع أعلى كثيرا من سرعة الصوت. واذا فعل الانسان هذا سيتحقق العلماء من النظرية النسبية لالبرت اينشتاين بخصوص سرعة الضوء “السرعة القصوى في الكون من وجهة نظره” والتي على أساسها تقوم نظريته النسبية وتقوم على أساسها اغلب قوانين الطبيعة في القرن العشرين. سيأتي المستقبل حتما بالمدهش والعجيب مادام في عداد البشر فردا مثل “فيلكس بومبجارتنز”.