الرئيسية - الصحة والحياة - كيف تنتصر على الوسواس القهري ؟

كيف تنتصر على الوسواس القهري ؟

يضحي عدد كبير من الناس أحلى أيام سعادتهم على مذبح الوساوس الكالحة التي تنغص حياتهم وتربك تفكيرهم وتضيع أجمل الفرص عليهم وتحيل أمنهم وراحتهم الى جحيم مقيم ,انهم نهب للمخاوف والمقلقات وفريسة هينة للهواجس والمنغصات, وتصورات لا أول لها ولا اخر تبدد طمأنينتهم وتحول بينهم وبين انتاج مايفيدون منه من أعمال وخدمات, انهم يتوقعون دائما حدوث أمر جسيم خطير لهم وهم يتوجسون خفية مما سيحيق بهم من مكروه, وهو يختلف عن الخوف اذا انه مرحلة وقتية وتنتهي ولكن الوسواس مجموعة اظطرابات مجهولة المصدر تنبثق من أعماق اللاشعور تتحكم في تصوراته وتدفعه داما بالاتيان أعمال مشوبة دائما بالانفعالات.[clear]

ومن أمثلة ذلك هذا الصديق يشعر بأنه معرض لمرض خطير وتظل الفكرة تلازمه وتعاوده كل حين وفي كل خطوة يخطوها في الحياة بالرغم من عدم وجود مبرر يسوغ هذه الفكرة من الفحوص الطبية العديدة التي أجريت له, تلك الفتاة على جانب من الرشاقة والوسامة تشعر بأنها ليست على شيء من الجمال وأنها غير محبوبة ولاتحظى بالقبول والاعجاب بين الناس.

الوسواس والتحليل النفسي

وقد أظهر التحليل النفسي أن الأسباب الرئيسية للوسواس الذي يصيب الناس هو شعورهم بالخيبة النفسية في حياتهم, فتلك الفتاة التي كانت تشعر بأنها غير محبوبة كانت تتعرض في أيام طفولتها للمهانة من جانب أمها أمام الاخرين فظلت تشعر بالخزي والعار أمام أنظار من تشعر أنهم تعرفوا على نقصها هذا فظلت الخيبة والفشل يلازمانها حتى بعد أن كبرت, وهذا الرجل المصاب بوسواس مرض خطير كان يفقد الثقة بنفسه دائما لشعوره بتفاهة قدره لأن أبويه كانا يقارنانه دائما بأطفال سواه ويعتبرانه ناقصا وغير قادر على تأدية أي شيء نافع فظل القلق والخوف يعاوده في أنه غير كفء من الناحية الصحية,وايضا تعرض الانسان لأوقات وظروف عصيبة تنتج عنه هذا الوسواس .[clear]

أما خير السبل التي تتبع لمعالجة حالات الوساوس والهواجس والمقلقات فهي الوسائل التالية:

  • 1- الانهماك في تأدية الأعمال النافعة

وذلك بانشغال الذهن طول الوقت بالعمل المثمر والمشاريع النافعة والانهماك في وجوه النشاط التي تجلب الراحة للذهن والترويح عن النفس وخلق متنفسات صحية للطافات الجسمية. فعلى الشخص أن يلقى بكل ثقله وبكل رغبته في تأدية رسالة ترفع من قدره في عيني ذاته وفي أعين الناس وبهذا سيكون أقل معاناة من الوسواس والأوهام.

  • 2- مواجهه المصاعب وجها لوجه

وذلك في سبيل غورها ومعرفة العوامل التي أدت اليها والربط بين الوضع الحالي الذي يعاني منه والخبرات الماضية التي أدت الى نشؤئها,وتقدير نوع الأسباب التي تؤدي الى اضطرابه وعدم استقراره.

  • 3- ركز مطامحك على أسس واقعية

ان كثيرا من الأشخاص الذين نشأوا محرومين من العطف والمحبة التي هي كل شيء بالنسبة اليهم, ولهذا تظل مطامحهم لاحدود لها ومطامعهم غير مشبعة في الحياة فيعيشون قلقين مفرطين في هواجسهم ويطغى عليهم عدم الرضى والامان ويشعرون أن حياتهم مهددة دائما ومعرضة للمأسي والنكبات, فلكي يتغلبو على تلك الصعوبة لابد أن يضع لنفسه حدودا بحسب طاقاته وقدراته, ويعمل بمقولة القناعة كنز لايفنى.

  • 4- كرس جهودك على الأمور العظيمة

فلاتبعثرها في الأمور البسيطة بل حاول أن تستفيد من مميزاتك ومهاراتك وتوظفها التوظيف الصحيح, لكي تنال النجاح المطلوب وسببا في عدم الشعور بالنقص.

  • 5- تمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها

العقيدة الدينية الفضلى والاعتقاد بالله العلي العظيم خالق كل شيء واعتقد بأن الله هو الذي يمدك بالعون ساعة الشدة وبالأمن عند اشتداد الخوف وبالنعيم المقيم والرخاء عند اشتداد الازمة وباليسر بعد العسر, فاللجوء الى كنف الله وطلب عفوه وغفرانه ورحمته فيه رضى للنفس وراحة للضمير.

 

عن نجلاء أحمد

كاتب ثقافي منذ عام 2006 تهوى الكتابة في الموضوعات الاجتماعية وفي علم الانسان وايضا في مجال العلوم الطبيعية والتكونولوجيا. الهواية :الندوات الثقافية والسياسية والمناظرات وبالاخص الدينية والفنون الابداعية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

5 × خمسة =