الرئيسية - منوعات - أخبار وسياسة - هل عليك ان تكذب كي تحمل لقب ” السياسي ” ؟
هل عليك ان تكذب كي تحمل لقب السياسي ؟
هل عليك ان تكذب كي تحمل لقب السياسي ؟

هل عليك ان تكذب كي تحمل لقب ” السياسي ” ؟

“كيف تعرف أن السياسي يكذب؟ أنه يحرك شفتيه” مزحة ساخرة تدل على أن كل ما يقوله السياسي هو كذب.

لماذا يكذب السياسي ؟

الشعب لا يريد أن يسمع الحقيقة لذلك يجب أن يقول السياسي ما يريد الشعب سماعه ويكذب، فتجد المرشح الذي يكذب يتم انتخابه والآخر الذي يقول الحقيقة يخسر. لكن الأمر ليس دائماً كذلك؛ فالوضع الحالي للبلاد قد يُحَتِم عليك إما أن تكذب لتطمئن المواطنين أو أن تقول الحقيقة مرفقة بالحلول الواقعية ليثقوا فيك. قديماً، كان إدعاء حل المشاكل وتخفيض الضرائب وتحسين ظروف الحياة دون شرح لكيفية تحقيق ذلك على أرض الواقع كافياً لأن يكتسب المرشح ثقة الناخبين ويصدقونه، إنما الآن بدأ الناخبين الالتفات أكثر إلى مشاكل البلاد والاهتمام بتقديم حلول منطقية وواقعية من قبل المشرحين، فلم يعودوا يتقبلوا سماع المزيد من الأكاذيب لكن بالطبع ليس كلهم.

المواضيع التي يكذب فيها السياسي

هناك أكاذيب تكررت من قبل عدة مرشحين، خاصة تلك المتعلقة بالأمور الاقتصادية والدعم والضرائب فلم يعد الناخبين يصدقونها. لكن هذا لا يعني أنهم لن يصدقوا أي أكذوبة أخرى جديدة، ربما إذا تغير المجال وتحدث السياسي عن أمور الأمن أو الدين أو التعليم ينخدع الناخبين مرة أخرى ويصدقوه ليكتشفوا بعد انتخابه أنه كان يكذب أيضاً وأنه لم يفِ بوعوده. لكن الأمر سيتطلب جهداً كبيراً ليكذب السياسي في مجال مثل الاقتصاد، فاتجاهات الحياة السياسية تتغير كل دورة انتخابية بحسب نسبة الوعي العام ومخاوف الشعوب.

ماذا يريد الشعب من السياسي ؟

السياسي ليس مجرد موظف يؤدي دوره في الدولة والمهام الموكلة إليه، فنجاح أي سياسي في الانتخابات يعتمد بشكل أساسي على ثقة الناخبين فيه وفي حسن سلوكه وتاريخه. الناخبين يريدوا أن ينتخبوا السياسي المثالي المتدين المتفهم النشيط المجتهد الذي لم ولن يرتكب أي خطأ سواء على الصعيد المهني أو الشخصي ليروا في هذا السياسي القائد والمثل الأعلى. تلك التوقعات الكثيرة تضطر الكثير من السياسيين إلى الكذب فيما يتعلق بماضيهم أو حياتهم الشخصية، رغم أن هذا لا يؤثر على عمله المهني إلا أن الناخبين يهتموا بتلك التفاصيل.

متى يصدق رجال السياسة ؟

إذا وجه سياسي خطابه إلى الشعب قائلاً أنه سيحاول جاهداً أن يحسن من الأوضاع ويحل مشاكل البلاد، هل سينتخبه أحد؟ بالطبع لا. الناخبين يجبرون السياسيين بطريقة أو بأخرى على الكذب، فإذا كنا نعلم أن الأسعار لن تنخفض فهذا لا يمنعنا من الضغط على المرشح ليعدنا بخفض الأسعار في حال فوزه مما يعطينا أمل بسيط في أمنية نعلم جميعاً أنها لن تتحقق. متطلبات الشعب والناخبين كثيرة جداً ولا يستطيع أن يحققها أي من المرشحين، فتجد الناخبين يثقون في هذا الذي يطلق الوعود الأكثر حتى وإن كانت غير واقعية على الإطلاق.[clear] الحل أن يصبح الناخبين أكثر عقلانية ومنطقية ولا يعتمدون على مشاعرهم في الحكم على المرشحين، إذا قام كل مواطن بالتفكير في مشاكله الشخصية ومشاكل بلاده سيدرك بالطبع أن هناك مشاكل يصعب حلها أو ربما تحتاج إلى وقت طويل يمتد لما بعد الفترة الرئاسية، ومن ثم يجب أن يعطي الناخبين فرصة لهؤلاء الذين يقولون الصدق ويفصحون عن قدرتهم الحقيقية في حل المشاكل وإن كان عدد قليل من المشاكل لكن على الأقل سنضمن أن يتم حلها فعلاً.

 

عن غادة عصام