الرئيسية - منوعات - كيف تتكون الاعاصير ؟ وكيف تكون بداية نشوء الاعصار ؟

كيف تتكون الاعاصير ؟ وكيف تكون بداية نشوء الاعصار ؟

أستغل كل فرصة يكون فيها حدث ضخم جاذب للانظار بشكل عام حتى أقدم معلومات مكثفة وبشكل بسيط يسهل فهمها , هذا يساعد القارئ على الفهم والاستيعاب لأن تفاصيل المعلومات تكون حاضرة أمامه في كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والصحف والمجلات. عندما يكون الحدث الاهم في عالم اليوم هو اعصار ساندي. يهتم العالم بأثاره التي سببها للولايات الامريكية وخاصة مدينة نيويورك, ويهتم الناس أيضا بأثاره على الانتخابات الامريكية المنتظرة بعد أيام, والاهتمام أيضا في تأثير اعصار ساندي على الاقتصاد العالمي وسعر الدولار أمام اليورو وباقي العملات. ونهتم نحن على صفحات الفيس بوك بالسخرية من اسم الاعصار “ساندي” ومن أكثر ما قيل سخرية في هذا الشأن ولكن له دلالة مهمة “اذا كان هذا ما فعله اعصار اسمه ساندي, فما الحال اذا كان اسمه فرغلي؟ “.

بداية نشوء الاعصار

عندما تسخن المياه السطحية للمحيطات الاستوائية (المحيط الهندي, المحيط الهادئ والذين يقعوا في مدار خط الاستواء ويتعرضون للمناخ الاستوائي طوال العام) الى درجة حرارة تتراوح بين 27-30 درجة مئوية , فتعمل على تسخين طبقة الهواء الملاصقة لها, ونتيجة لتسخينها ينخفض ضغط الهواء فيتمدد الهواء السطحي ويرتفع الى الطبقات الاعلى ويكون منطقة ضغط منخفض تنجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة فتأتي اليها من كل حدب وصوب, مما يؤدي الى تبخر الماء بكثرة ويرتفع هذا البخار الخفيف الى أعلى وسط الهواء البارد فتحمله الرياح التي تدفعه بسرعات بطيئة جدا , وترفعه الى أعلى في عملية تسمي الركام (أي عملية تراكم بخار الماء في الطبقات الباردة) تؤدي الى استمرار وزيادة رفعه الى الاعلى, وزيادة شحنه بمزيد من بخار الماء الذي يبدأ في التكثف والتبرد فتتكون منه قطرات الماء الشديدة البرودة, وكل من حبيبات البرد (الرطوبة) وقطع الثلج, وبمجرد توقف عملية الركم يبدأ المطر في الهطول في المكان الذي وصلته الرياح وقتها, ولا يوجد أجهزة قادرة على توقع اتجاه الاعصار الا قبل حدوثه بساعات قليلة والتوقع يكون بشكل نسبي وغير دقيق.

تكون جسم الاعصار وبداية العواصف الرعدية

يصاحب هطول الامطار الغزيرة غالبا حدوث عواصف رعدية وظهور لضوء البرق, ومن الممكن تطور الامر الى سيول وفيضانات, والى نزول كل من البرد والثلج. ومع مزيد من هذا التكثف لبخار الماء ينطلق قدر من الحرارة يزيد من انخفاض ضغط الهواء مما يشجع على مزيد من الأمطار, وبتكرار تلك العمليات يزداد حجم منطقة الضغط المنخفض فوق المحيطات الاستوائية, وبزيادة حجمها يزداد حصرها بين مناطق باردة ذات ضغط مرتفع, مما يزيد الفرص امام تكون السحب والتأليف بينها, واستمرار عملية ركام بخار الماء, ومن إستمرار سقوط المطر. ونتيجة لعملية دوران الأرض حول محورها من الغرب الى الشرق أمام الشمس, تبدأ الكتل الهوائية ذات العواصف الرعدية في الدوران بعكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي, ومع عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي, وفي هذا الدوران تحدث عاصفة هوائية شديدة السرعة تعرف باسم العاصفة الاستوائية أو العاصفة المدارية, أو الاعصار الاستوائي( أو المداري) البحري أو باسم الاعصار الحلزوني المداري (Tropical Cyclone) وتأخذ هذه العاصفة في تزايد السرعة إلى 120 كيلومتر في الساعة, فتصبح إعصارا حقيقيا له قلب ساكن من الهواء الساخن يسمى عين الإعصار تتراوح سرعة الرياح فيها بين 0-50 كيلومتر في الساعة, وتدور حول عين الإعصار دوامات من العواصف الرعدية المدمرة والمصاحبة بتكون السحاب الثقال الملئ ببخار الماء وبتكون كل من البرد والثلج, وهطول الأمطار الغزيرة وحدوث البرق والرعد. من ذلك يتضح أن تسخين ماء البحار والمحيطات يلعب دورا اساسيا في تكوين كل من الأعاصير وهذا سنعود اليه في نهاية المقال للتنبيه على أهميته الشديدة.

ظاهرة النينو واللانينا

هناك نوعان من الدورات المناخية المعروفة لخبراء الارصاد والتي تكون كلا من ظاهرة النينو (El-Nino) التي تدفئ مياه المحيط الهادئ, وظاهرة اللانينا (La-Nina) التي تبرده , هذين الظاهرتين من العوامل التي تلعب دورا مهما جدا وأساسيا في عملية تكون الاعاصير .
ظاهرة النينو هي ظاهرة مناخية تجتاح بحار ومحيطات نصف الأرض الجنوبي بطريقة دورية, وعلى فترات متتابعة مدة كل منها عام ونصف ,تؤثر خلالها هذه الظاهرة على المحيطين الهادئ والهندي فتبدأ بتسخين الطبقة العليا من مياه هذين المحيطين خاصة المناطق الغربية من شواطئ أمريكا الجنوبية مما يؤدي إلى حدوث موجات من الجفاف في بعض المناطق والجزر هناك, وتكون دوامات هوائية وأعاصير مدمرة في مناطق اخرى مثل حوض الامازون, أستراليا, الجزر التابعة لاندونيسيا وماليزيا بالمحيط الهادئ وغيرها.ويساعد على ذلك هبوب رياح شرقية ضعيفة, ورياح غربية قوية.
أما ظاهرة لانينا فإنها تحدث أثرا معاكسا حيث يتكون فيها نطاق من الهواء الساكن بين حزامين من كتل الهواء النشطة مما يعين على تشكل الاعاصير المصاحبة بالعواصف الرعدية الممطرة.

تأثير التلوث وارتفاع حرارة كوكب الارض

هذا ما أردنا أن نختم به مقالتنا وهو أمر في منتهى الاهمية للانسان في كل مكان حتى يتعلم بشكل عملي وسهل كيف يؤدي التلوث والاهمال في علاجه والمساعدة في التقليل منه بكل الطرق الى كوارث أكبر وقد لا يستطيع العالم حتى المتقدم منه أن يواجهها فيما بعد. ارتفاع حرارة الغلاف الغازي للارض نتيجة التلوث الجوي يؤدي الى زيادة فرص تكون الاعاصير الرعدية الممطرة. هذه الزيادة في العدد, وفي الشدة والعنف مما تتهدد أكثر مناطق الأرض عمرانا بالدمار الشامل وأكثر المناطق عرضة لهذا هي كل من دول أمريكا الشمالية والجنوبية, أستراليا, وجزر المحيطين الهادي والهندي. لذلك لابد أن يتفهم العالم أن الطبيعة كالحليم اذا غضب.

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

سبعة عشر + 11 =