الرئيسية - تكنولوجيا - السفر عبر الزمن … انحناء الضوء ومواقع النجوم والبعد الرابع للاشياء (ج1)
السفر عبر الزمن ... انحناء الضوء ومواقع النجوم والبعد الرابع للاشياء
السفر عبر الزمن ... انحناء الضوء ومواقع النجوم والبعد الرابع للاشياء

السفر عبر الزمن … انحناء الضوء ومواقع النجوم والبعد الرابع للاشياء (ج1)

يقول الله سبحانه وتعالي في سورة الواقعة بكتابه المحفوظ :

” فلا أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم”

يعلم المتدبرون للقران ان الله اقسم في كتابه الكريم بأكثر من شئ فقد أقسم بجبل الطور في سيناء, واقسم بالتين والزيتون, واقسم بعزته وجبروته, وبرحمته التي وسعت كل شئ, واقسم بالعصر وبيوم القيامة وبأيات القران والقلم. ويعلم الجميع أن الشئ الذي يقسم به الله عز وجل في كتابه لهو شئ عظيم ويستحق التدبر والتأمل في شأنه وعظمته وقيمته وقتا طويلا, والتفكر والتأمل عبادة. سنتدبر في هذه السلسلة من مقالاتنا حول هذه الثلاثية العجيبة المدهشة وما يربطها وما نستطيع ان نفهمه منها, وما نستطيع ان نطلق فيه الخيال لنرسم صورة مستقبلية ستكون الان غريبة وعجيبة ولكنها غدا ستكون الواقع الذي يكتب فيه ابنائنا واحفادنا مقالات الشرح. هذه الثلاثية هي مواقع النجوم ,والنظرية النسبية, و السفر عبر الزمن. لا تخافوا من صعوبة المواضيع فسوف نبسطها بشكل كبير جدا ونراها بزوايا عدة تكشف مدى سحرها, ومدى غرائبيتها التي سحرت المئات من العلماء وجعلتهم يفنون اعمارهم في البحث في هذه الثلاثية او في احد أضلعها ومن أشهر العلماء الذين يتربعون على العرش العلمي في هذا المضمار هو ألبرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية وواضع أسس الفيزياء الحديثة منذ بدايات القرن العشرين وحتى الان.

انحناء الضوء ومواقع النجوم

[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f5/Einstein_1921_portrait2.jpg/384px-Einstein_1921_portrait2.jpg” width=”184″ height=”280″ title=”ألبرت اينشتاين” lightbox=”yes” align=”right” float=”right”]

في علم الفيزياء الكلاسيكية القديمة التي نؤرخها في تاريخ العلوم بفترة القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادي “الضوء يسري في خطوط مستقيمة, لا يحيد عن الخط المستقيم ابدا تحت أي ظرف وتحت أي قانون”. فاجأ البرت اينشتاين في تقديمه لنظريته “النسبية العامة” في بداية القرن العشرين والتي حاز على جائزة نوبل عليها أنه قال بشئ أخر عن الضوء وهو أن الضوء ينحني لو مر الى جوار مصدر ضوئي شديد القوة مثل النجوم وغيرها, وقد حدد قدر الحيد في معادلاته الرياضية , وأوصي ان ما يثبت صحة نظريته هو القيام برصد مواقع النجوم أثناء سطوع الشمس وعلى فترات مختلفة من النهار, وستكون النتائج مؤكدة بحدوث انحناء لخط الضوء القادم من النجوم البعيدة الى الارض أثناء مرورها في وجود ضوء الشمس شديدة الاضاءة. سببت النظرية جدالا لا ينتهي خاصة أن هذا القول وغيره في النظرية النسبية لن يضيف قولا جديدا في علم الفيزياء فقط بل سيضع أساسا لفيزياء جديدة تختلف كليا عن القوانين الكلاسيكية. وكان السؤال الذي يشغل العلماء وقتها : كيف يتسني لنا التيقن من فرضية انحناء الضوء القادم من النجوم البعيدة أثناء مرورها في وجود ضوء الشمس؟ الرصد صعب في وجود الشمس …هل من اجابة؟

وجد العلماء الحل الامثل في رصد الضوء القادم من النجوم أثناء دقائق كسوف الشمس واختاروا بعض المواقع المختلفة منها الهند, وجنوب افريقيا والبرازيل وغيرها. وكانت المفاجأة العظيمة التي أثبتت عظمة هذا العالم الكبير اينشتاين وهي اثبات انحناء الضوء فعلا وبنسب قريبة جدا من الرقم الذي وضعه في معادلاته قبل الرصد والقياس, والاعظم من ذلك هو تصدر مواقع النجوم بقيمة كانت مجهولة لنا منذ الف واربعمائة سنة لأية من أيات الله يقسم بها ويقول “وانه لقسم لو تعلمون عظيم”.

بعد ما أثبت العلماء بما لا يدع مجالا للشك حقيقة ويقينية جزء هام من النظرية النسبية ,انتبهوا الى البحث في حقيقة باقي الفروض وهي لو تم اثباتها سوف يتغير المستقبل والحاضر وربما يتغير الماضي أيضا!!

البعد الرابع للاشياء … امكانية السفر عبر الزمن

[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/6/6f/Clifford-torus.gif” width=”184″ height=”280″ title=”البعد الرابع” lightbox=”yes” align=”left” float=”left”]

سوف يبحث العلماء في حقيقة تحول كل شئ افترضته الفيزياء القديمة بثلاثة أبعاد هي الطول والعرض والارتفاع, واعتبرت ان الزمن عاملا ثابتا لا يتغير ولا يتبدل أبدا. سيتغير ذلك اذا تم اثباته الى فرضية اينشتاين بأن الزمن ليس ثابتا بل نسبيا , وهو البعد الرابع للاشياء. وعندما كان يسألوه الصحفيين عن معنى هذا ببساطة كان يجيب ان الاحباء لا يشعرون بالزمن ويتسارع اثناء لحظات اللقاء والشوق , في حين يطول الوقت في العمل الممل على من يقوم به. بعدما أثبت العلماء اولى الفرضيات الخاصة بالنظرية النسبية حان الوقت لاثبات باقي الفرضيات وهي الاخطر ومنها الفرضية الناتجة عن كون الزمن هو البعد الرابع. فالبعد بشكل منطقي نستطيع التنقل فيه للخلف والامام بل وفي العمق ايضا. والمشكلة الان تكمن في ان لو ان البعد هذا هو الزمن …فهل يصح ان نفترض اننا يمكننا الانتقال في مجري الزمن للماضي او المستقبل او ان نخلد في اللحظة الحاضرة؟؟ هل يصح أن نقول بامكانية السفر السفر عبر الزمن الى الماضي بأنفسنا وبجسدنا وروحنا؟ واذا ذهبنا هناك هل سيكون لنا نفس الهيئة وامكانية التعايش والفعل ورد الفعل؟ ولو كان لنا هذا ماذا لو عبث أحدهم وغير في الأساس الذي توالت عليه الاحداث بعد ذلك؟ المعنى ماذا سيحدث لو افترضنا أننا أعدنا أحد الاشخاص الى الماضي وأوصاه العلماء بقتل هتلر مثلا وهو شاب صغير…..هل سيتغير مصير العالم ويؤدي ذلك الى عدم اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1939؟؟ وماذا سيحدث لو افترضنا اننا أعدنا قائد عسكري قوي من عصرنا هذا ومعه بعض الجنود القليليين وعدد من قطع السلاح النووي….هل بامكانهم القضاء على كل القوي القديمة من فرس وروم واغريق في دقائق؟؟ وماذا سوف يؤدي اليه ذلك؟؟ الافتراضات تبدو عجيبة ولكن انتظرونا في المقال القادم ونحن نشاهد هذه الافتراضات وهي تصطبغ بالصبغة العلمية الممكنة.

انتظرونا ……..

الجزء 1  – الجزء 2 الجزء 3

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

سبعة عشر − 3 =