الرئيسية - منوعات - بدايات الطباعة بالحروف العربية .. أول كتاب عربي مطبوع في التاريخ
بدايات الطباعة بالحروف العربية .. أول كتاب عربي مطبوع في التاريخ
بدايات الطباعة بالحروف العربية .. أول كتاب عربي مطبوع في التاريخ

بدايات الطباعة بالحروف العربية .. أول كتاب عربي مطبوع في التاريخ

ما كان يجمع بين ايطالىا والعالم العربي في التاريخ القديم كثير جدا من الصلات والتبادل الحضاري وعلاقة ايطالىا بمصر تاريخيا علاقة خاصة بل شديدة الخصوصية . بعدما استقر المسلمين العرب في مصر استمر التفاعل الحضاري بين الحضارة العربية الاسلامية وبين الحضارة الايطالىة فانتقلت العلوم والافكار من مصادرها العربية الاسلامية الى المدن الايطالىة. وكانت العلاقات بين مصر خاصة وايطالىا قد توثقت اكثر بعد ضم مصر في اطار الامبراطورية الرومانية وتفردها عن كل الولايات والبلدان الاخري حتى في الصفة الاعتبارية التي يوليها امبراطور روما لمصر والاسكندرية بالاخص لما لها من حضور طاغي ثقافيا وحضاريا منذ زمنها القديم. وقد استمرت مصر في اطار الامبراطورية الرومانية حتى الفتح الاسلامي لمصر في 641 ميلادية وقد استقر المسلمون نهائيا في مصر بعد فتح الاسكندرية الثاني في 644 ميلادية بعد مقاومة عنيفة من شعب الاسكندرية. واستمرت العلاقة بين مصر وايطالىا واستمر التفاعل بين الحضارتين العربية والايطالىة. في العام 1547 ميلادية نشر الطبيب الايطالى اندريا الباجو ترجمة باللغة اللاتينية لكتاب العالم المسلم المصري ابن النفيس عن الدورة الدموية. وفي نفس هذه الفترة ظهرت الكثير من الكتب المترجمة والعربية (طبعت باللغة العربية) في المطابع الايطالىة التي اشتهر منها مطبعة فانو وفيها تم طباعة كتب الاناجيل (سنة1591) وكتاب الحاوى للرازى (1509- 1542) والكافية فى النحو لابن الحاجب 1592 ميلادية. وعندما ظهرت الجامعات الايطالىة القديمة ازدهرت طباعة الكتب أكثر وبالذات الكتب التي تم ترجمتها ونقلها عن علماء العرب المسلمين, ثم انشأ الكاردينال دي ميدتشي مدرسة للغات الشرقية في فلورانسا وهي مدرسة تخصصت في دراسة التراث الشرقي والعربي.

 بدايات الطباعة بالحروف العربية

بدأت الطباعة بالحروف العربية في بلادنا العربية في الشام فقد عرف لبنان الطباعة في وقت مبكر ، وهذا يعود إلى سنة 1610م (1018هـ)، عندما أنشئت المطبعة المارونية على يد رهبان دير قزحيا (قزوحية)، وكان أول كتاب يطبع فيها هو كتاب ((سفر المزامير )) الذي طبع بعمودين، أحدهما بالسريانية، والآخر بالعربية، إلا أن هذه المطبعة واجهت صعوبات لم تمكنها من الاستمرار في عملها.ثم ظهرت مطبعة دير ماريوحنا الصايغ عام 1734م، أنشأها عبدالله بن زخريا (الزاخر) المتوفى عام 1748م، وكان أول كتاب يطبع فيها ((ميزان الزمان )).وفي عام 1753م ظهرت في بيروت مطبعة القديس جاورجيوس، وفي عام 1834م نقلت المطبعة الأمريكية للمبعوثين الأمريكان -التي أنشئت في مالطا عام 1822م- إلى بيروت، وطبعت فيها كتب كثيرة في الأدب والتاريخ.وتعد المطبعة الكاثوليكية للآباء الىسوعيين التي ظهرت عام 1854م أول مطبعة تخرج عن الصبغة المسيحية، وتقوم بنشر العديد من كتب اللغة والأدب. وفي عام 1867م أنشأ بطرس البستاني مطبعة المعارف.أما سوريا، فهي أيضًا من أوائل البلاد العربية معرفة بالطباعة، وتعد مطبعة حلب من أقدم المطابع العربية، حيث ظهرت عام 1706م وبعد أكثر من مائة عام على ظهور هذه المطبعة ظهرت مطبعة أخرى حجرية في حلب أيضًا، هي مطبعة بلفنطي وذلك عام 1841م، ثم مطبعة الطائفة المارونية بحلب أيضًا عام 1857م، وفي حلب أيضًا ظهرت مطبعة جريدة فرات عام 1867م، أما دمشق فقد ظهرت فيها مطبعة الروماني عام 1855م، ومطبعة ولاية دمشق عام 1864م.أما فلسطين والأردن، فيرجع ظهور المطابع فيها إلى عام 1830م عندما أنشئت مطبعة في فلسطين تطبع بالعبرية، ثم ظهرت مطبعة أخرى في القدس عام 1846م، تطبع بالعربية، ولم تعرف الأردن المطابع إلا بعد الحرب العالمية الأولى، عندما أنشئت مطبعة خليل نصر في عمَّان عام 1922م، ثم ظهرت مطبعة الحكومة عام 1925.وأمّا في العراق، فرغم أنها عرفت أول مطبعة حجرية عام 1830م إلا أن أهم مطبعة ظهرت فيها كانت عام 1856م، في مدينة الموصل، على يد الرهبان الدومنيكان.

ارتبط ظهور الطباعة بشكل واضح في مصر بحملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م، الذي حمل معه ثلاث مطابع مجهزة بحروف عربية ويونانية وفرنسية وفي طريق حملته الى مصر وفي عرض البحر عرج بسفنه الى سواحل ايطالىا وكلف بعض جنده بالاستيلاء على مطبعة تطبع بالحروف العربية والتي كانت بحوزة عائلة الكاردينال الايطالى الذي ذكرته سابقا دي ميديتشي وأتوا بها الفرنسيون بالفعل واستخدموها لفترة في طباعة منشوراتهم قبل دخولهم القاهرة وسيطرتهم علىها وعندما دخلوا القاهرة فنقلوا الىها المطابع، وأنشأوا ما يسمي بالمطبعة الأهلية، وتوقفت هذه المطبعة بانتهاء الحملة الفرنسية عام 1801م، ولم يُعرف مصيرها. وبعد حوالى عشرين عامًا، وفي عام 1819م، أو 1821م أنشأ والى مصر محمد على باشـا (1184-1265هـ / 1770-1849م) مطبعة على أنقاض المطبعة الأهلية، عُرفت بالمطبعة الأهلية أيضا وتحولت فيما بعد الى منطقة بولاق وسميت مطبعة بولاق.

وفي نهاية مقالنا سنسرد بعض المعلومات الهامة التي ترتبط بموضوع الطباعة :

  • تأخر العرب المسلمون والاتراك في طباعة القران الكريم لان بعض الفقهاء قالوا بأن الحبر زفر!!
  • بعض فقهاء المسلمين كانت خشيتهم من طباعة القران هو امكانية التحريف خاصة مع حداثة الصناعة وعدم درايتهم الكافية بها.
  • السماح بالطباعة بالحروف العربية في بلاد الخلافة العثمانية كان متدرجا فقد ابتدأ بطباعة الكتب الخاصة بعلم الفلك والرياضيات والطب والحكمة والتاريخ ثم سمح بطباعة الكتب الاخري بعد مرور وقت.
  • تاريخيا اول الكتب التي طبعت بحروف عربية كانت في غرناطة بالاندلس في العام 1505 ميلادية والكتب كانت وسائل تعلم اللغة العربية ومعرفتها , ومعجم عربي بحروف قشتالىة تم طباعته بأوامر من الملك فرديناند الذي كان مشغولا بالتراث العربي الاسلامي جدا.

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

تعليق واحد

  1. موضوع رائع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

13 − 12 =