الطفل المدلل
تعتبر تربية الأطفال من أصعب الأمور التي يواجهها الوالدين خصوصا عند صغر سن الطفل ، لكن أحيانا تصبح المبالغة في الإهتمام بالطفل مشكلا آخر يؤدي إلى إفساد شخصيته وتدليله يؤدي إلى غرس مشاعر التسلط والأنانية في نفسه منذ نعومة أظافره ولكن أي أم تود أن تهب كل شيء مادي أو ملموس لطفلها وتسعى جاهدة لتلبي كل متطلباته ودائما تسعى للكمال وأن يكون طفلها الأفضل على الإطلاق ، وهذه أنانية في الأم وهي تورثها لإبنها دون أن تعلم أو دون سوء نية خصوصا في هذا العصر عصر الإنفتاح والتقدم ، وقد يؤدي حرص الأم الشديد على الطفل وملازمته باستمرار إلى تولد نوع من مشاعر الضيق والإنزعاج لأن هذه المراقبة الشديدة تحرمه من مزاولة نشاطاته مثله مثل باقي الأطفال في مثل سنه ونتيجة هذا الوضع غير الطبيعي وهذا الضغط الممارس على الطفل هو الإنفجار وهذه تعتبر أولى علامات الدلال فيبدأ الطفل في الصراخ والتهديد في حال رفض الوالدين الإستجابة لمطالبه وأوامره ورغباته وغالبا ما يستجيبان بسرعة لأن سلوك الطفل المدلل غالبا ما يتسم بالفوضى وهذا يسبب الإزعاج للآخرين.
أما بعد بلوغ الطفل للسنة الثانية أو الثالثة فعندئذ تبدأ بعض الصفات السيئة في الظهور على شخصيته أهمها العناد ورفض اتباع أي قاعدة من قواعد التهذيب , كما أنه يحتج على أوامر الغير ولا يتقبل النصائح لأنه يصر دائما على تنفيذ رأيه حتى وإن لم يكن صائبا أو غير مقبول.
الفرق بين التربية والتدليل
جميع الآباء مهما اختلفت سلوكياتهم تجاه أبنائهم فإن نيتهم حسنة فيما يخص تربيتهم , ربما قد يجهل البعض طرق التعامل السليم والطرق الصائبة من أجل اتقان ذلك لأننا لم نسمع من قبل عن مدرسة يلجها الآباء ليتعلموا كيفية التعامل مع أبنائهم لذلك فإن جميع الآباء تقريبا لا يفرقون بين الإهتمام بالطفل وتذليله , فالإهتمام أمر جيد وضروري لعملية النمو , لكن عندما يزيد هذا الإهتمام عن الحد فإنه يعطي نتائج عكسية ويحول دون اعتماد الطفل المدلل على نفسه ويعجز حتى عن تدبر أموره الشخصية وكيف يحل مشاكله فيصبح شخصا إتكاليا لا يستطيع الإعتماد على نفسه وحتى في المدرسة فإنه يواجه مشاكل كثيرة بسبب عدم تقبل الآخرين له ولتصرفاته السيئة وعصبيته الزائدة .
كيف تجعل طفلك غير مدلل
يجب أولا تحديد القواعد التهذيبية التي يجب إتباعها داخل البيت ومع الآخرين وإجبار الطفل المدلل على اتباعها حتى وإن واجه ذلك بالبكاء فلا يجب على الوالدين السماح لمثل هذه السلوكيات أو لنوبات الغضب بالتأثير على قرارات الوالدين أو أن تمنعهم من إصدار التعليمات وإتباعها حتى في أوقات اللعب.